الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة سرقة موصوفة في بلاد المحروسة !

نشر في  03 فيفري 2016  (10:52)

يوم السبت الماضي، احتضنت القاعة الموجودة بمجمّع الصالات بالقاهرة نهائي كأس أمم افريقيا لكرة اليد بين المنتخب الوطني التونسي والمنتخب المصري الشقيق في مواجهة حاسمة من أجل التتويج باللقب الافريقي وبالخصوص من أجل اقتلاع ورقة التأهل للألعاب الأولمبية في الصائفة القادمة «ريو 2016»..
كنا ننتظر صراحة أن تكون المباراة الختامية فرصة لتأكيد التطور المتواصل والملحوظ الذي بلغته كرة اليد في القارة السمراء خاصة وأن الدورة الحالية كانت من أضعف الدورات في تاريخ الكؤوس الافريقية ولم نشاهد خلالها مباريات قوية أو مستويات فنية تتماشى مع حجم المنافسة وأهمية الرهان وقيمة المنتخبات المشاركة، وبالتالي كان النهائي المصري التونسي فرصة هامة لتقديم وجه يليق بكرة اليد الافريقية والعربية وتمكين المشاهدين والمولعين باللعبة الشعبية الثانية من متابعة قمة كروية تليق بالمدرستين العريقتين التونسية والمصرية.. لكن كل هذه الآمال والأمنيات ماتت قبل أن تولد بعد أن أخذ ثنائي التحكيم الروسي على عاتقه مهمّة إفساد هذا العرس الكروي وتحويل وجهة اللقب في عملية هي أشبه بعملية سرقة موصوفة ذهب ضحيتها المنتخب التونسي الذي حُرم صراحة من بطولة كان جديرا بها..
إن ما حصل في النهائي الافريقي لكرة اليد هو فضيحة بكل المقاييس وهو عار على الرياضة الافريقية وعلى كرة اليد العالمية بقيادة المصري مصطفى فهمي رئيس الاتحاد الدولي الذي بات واضحا وجليا أن منصبه لعب دورا هاما في إهداء اللقب الافريقي للمنتخب المصري..
على أية حال هي دورة للنسيان، دورة أكدت مرة أخرى أن الفساد الرياضي المُستشري في افريقيا في الرياضة كما في الاقتصاد والسياسة سيبقى قائما طالما هناك مصالح متشابكة ومتداخلة، وطالما ظلّت الحيتان الكبيرة تصول وتجول دون حسيب أو رقيب.. وبالتالي بات لزاما علينا أن نقرأ حسابا للتحكيم والتنظيم بالتوازي مع تربصاتنا وتحضيراتنا حتّى نتفادى المظالم ولا نسمح لمنافسين لا يفوقوننا في شيء ان ينتصروا علينا ويهزمونا ظلما وبهتانا..
بالتوازي مع إخفاق منتخب كرة اليد بفعل فاعل، عجز منتخب كرة القدم عن الذهاب بعيدا في مسابقة كأس «الشان» وعاد يجُرّ أذيال الخيبة من العاصمة الرواندية بعد الهزيمة التي انقاد لها ضد المنتخب المالي، هزيمة لم تكن متوقعة صراحة خاصة وأن الآمال كانت كبيرة لدى جماهير الكرة التونسية للفوز بكأس هذه المسابقة في ظل وجود منتخبات متواضعة كان بالإمكان تجاوزها لو تفادينا الأخطاء التي وقعنا فيها من ناحية التحضيرات والاختيارات الفنية والبشرية..
وبعيدا عن المهاترات والاتهامات وتصفية الحسابات، لابد من تقييم هذه المشاركة تقييما موضوعيا نزيها دقيقا علميا حتّى نتّعظ من الهفوات ونستفيد من هذه المشاركات ولم لا نضع حدا للخيبات المتتالية التي عاشتها ولازالت كرة القدم التونسية في السنوات الماضية، وذلك لن يتحقق إلا بالتعمّق في البحث عن الأسباب والمسببات دون البحث عن كبش فداء مثلما تعودنا على ذلك في مختلف المسابقات والمنافسات التي شاركنا وأخفقنا فيها.

 

عادل بوهلال